الأحد، 21 يونيو 2009

علم المصريات

هو العلم المعنى بدراسة الآثار المصرية القديمة والذى يعرف باسم .Egyptologyقد كانت البداية الحقيقية لعلم المصريات هى عام 1822 وهو العام الذى اعلن فيه شامبليون فك رموز اللغة المصرية القديمة من خلال حجر رشيد وقد توقف استخدام الخط الهيروغليفى كأحد خطوط اللغة المصرية القديمة عام 394 م والخط الديموطيقى عام 495 موقد جاء بعض الرحالة الاوربيين الى مصر فى العصور الوسطى اما بغرض البحث عن جذور الحضارة المصرية القديمة التى اثرت على حضارة اجدادهم من اليونان والرومان اوبهدف الكشف عن الاثار طمعا فى الشهرة او فى الكسب المادىوبقدر ما كان البعد العسكرى للحملة الفرنسية على مصر عام 1798 وبالا كان البعد الثقافى بمثابة فاتحة لعلم المصريات والذى تمثل فى كتاب وصف مصر الذى سجل من بين ما سجل آثار مصر من خلال مجموعة من العلماء المصاحبة للحملة العسكرية
ثم جاء انشاء المجمع العلمى المصرى الذى ابدى اهتماما كبيرا ببعض جوانب فى الحياة لمصر قديما وحديثا غير ان اهم حدث جرى ابان وجود الحملة الفرنسية فى مصر هو الكشف عن حجر رشيد عام 1799 م والذى من خلاله نجح العالم الفرنسى شامبيلون فى فك رموز الكتابة الهيروغليفية عام 1822 م
حجر رشيدالحجر : فهو من البازلت الاسود المكان : فى رشيد احدى مدن محافظة البحيرةالزمان : فهو 196 ق. م , 1799م التاريخ الاول هو تاريخ تسجيل النص على الحجر فى عهد الملك بطليموس الخامس واما التاريخ الثانى فهو عام الكشف عن هذا الحجر من قبل جنود الحملة الفرنسية اثناء قيامهم بحفر خندق حول قلعة "سان جوليان" بالقرب من رشيد الانسان: العالم الفرنسى شامبيلونقد حصل الشاب الفرنسى شامبيلون كما حصل غيره من الباحثين على نسخة من الحجر وعكف على دراسته مبديا اهتماما شديد بالخط الهيروغليفى ومعتمدا على خبرته الطويلة فى اللغة اليونانية القديمة وفى اللغات القديمة بوجه عام وحجر رشيد محفوظ الان فى المتحف البريطانى من البازلت الاسود غير منتظم الشكل ارتفاعه 113 سم وعرضه 75 سم وقد فقدت اجزاء منه فى اعلاه واسفله ويتضمن الحجر من بين ما يتضمن مرسوما من الكهنة المجتمعين فى مدينة منف(ميت رهينة-مركز البدرشين- محافظة الجيزة) يشكرون فيه الملك بطليموس الخامس حوالى عام 169 ق.م لقيامه بوقف الاوقاف على المعابد واعفاء الكهنة من بعض الالتزامات وسجل هذا المرسوم بخطوط ثلاث هى حسب ترتيب كتابتها من اعلى الى اسفل : الهيروغليفية,الديموطيقية,اليونانية وقد فقد الجزء الاكبر من الخط الهيروغليفى وجزء بسيط من النص اليونانى وقد اراد الكهنة ان يسجلوا هذا العرفان بالفضل للملك البطلمى بالخط الرسمى وهو الخط الهيروغليفى وخط الحياة اليومية السائد فى هذه الفترة وهو الخط الديموطيقى ثم بالخط اليونانى وهو الخط الذى تكتب به لغة البطالمة الذين كانوا يحتلون مصر وكان المستكشفون للحجر قد اقترحوا ان الحجر يتضمن نص واحد بخطوط ثلاثة مختلفة واتضح فيما بعد ان اقتراحهم كان صائبا وبعد نقل الحجر الى القاهرة امر نابليون بالاعداد عدة نسخ منه لتكون فى متناول المهتمين فى اوربا بوجه عام وفى فرنسا بوجه خاص بالحضارة المصرية وكان الحجر وصل الى بريطانيا عام 1802م بمقتضى اتفاقية ابرمت بين انجلتر وفرنسا تسلمت انجلترا بمقتضاها الحجر وآثار اخرى وبدأ الباحثون بترجمة النص اليونانى وابدى الباحثان "سلفستر دى ساسى"و"اكربلاد" اهتماما خاصا بالديموطيقيةوجاءت اولى الخطوات الهامة فى مجال الخط الهيروغليفى على يد الانجليزى "توماس يونج" الذى حصل على نسخة من حجر رشيد عام 1814 م وافترض ان " الخراطيش" تحتوى على اسماء ملكية واعتمد على نصوص مشابهة كالمسلة التى عثر عليها فى معبد فيلة عام 1815م والتى تضمن نص باليونانية وآخرى بالهيروغليفيةورغم كل الجهود السابقة فى فك رموز حجر رشيد الا ان الفضل الاكبر يرجع للعالم الفرنسى "جان فرانسوا شامبليون"(1790-1832م) كان على شامبيلون ان يواجه مجموعة من الافتراضات اولها :هل الخطوط الثلاثة تمثل ثلاث نصوص مختلفة من حيث المضمون ام انها تمثل موضوعا واحد ثانيا : يتعلق ببنية اللغة المصرية هل تقوم على ابجدية اى مجموعة من الحروف كاللغات الحية ؟ ام انها كتبت بعلامات تراوحت قيمتها الصوتية بين حرف وحرفين او ثلاث او ربما اكثر
ثالثا : هل عرفت هذه الكتابة حروف الحركة لتحديد معنى المفردات؟ وقل استخدمت المخصصات والعلامات التفسيرية؟لقد قرأ شامبيلون النص اليونانى وفهم مضمونه وقرأ اسم الملك بطليموس والواضح انه سلك منهج الاعتماد على اسماء الاعلام الغيرالقابلة للتغيير وتحرك من فرضية ان هذا المرسوم انه نص واحد كتب بثلاث خطوط ومن هنا لابد ان اسم بطليموس باليونانية سوف يقابل فى الخطين الهيروغليفى والديموطيقىوفى ضوء خبرة شامبليون فى الخطوط القديمة ودراسته للقبطية على اعتبار ما اتضح له فيما بعد انها المرحلة الاخيرة من مراحل اللغة المصرية القديمة وفى ظل ادراكه بان الحروف الساكنة لاسماء الاعلام لا تتغير مهما تعددت اللغات التى كتبت بها ففى العربية نجد اسم "مجدى" لايمكن للحروف الثلاثة الاولى ان تسقط وكذلك "حسن" وان خفقت بعض الحروف او انقلبت او ابدلت الا ان الصعوبة سوف تتمثل فى حروف الحركة التى تحدد نطق السواكن بالفتحة او بالضمة او بالكسرة ولخلو اللغة المصرية القديمة من حروف الحركة يجىء الاختلاف فى نطق السواكن الا ان القبطية التى ظهرت فيها حروف الحركة حسمت الامر الى حد كبيرضمن حجر رشيد "خرطوشا" واحد تكرر ست مرات ضم اسم الملك بطليموس وهو الاسم الذى ورد على مسلة "فيلة" بالاضافة الى اسم "كليوبترا"سجل شامبليون العلامات الواردة فى خرطوش "بطليموس " ورقمها وفعل نفس الشىء بالنسبة لخرطوش "كليوبترا" الوارد على مسلة فيلة نظرا لاشتراك الاسمين فى ا لقيمة الصوتية لبعض العلامات كالباء والتاء واللاموسجل نفس الاسمين باليونانية ورقم كل حرف منها وقابل العلامة الاولى من اسم بطليموس بالهيروغليفية وما يقابلها فى اسمه باليونانية فى اطار المنهج الذى اشرت اليه من قبل والذى مؤداه ان الثوابت فى اسماء الاعلام لا تتغير امكن له ان يتعرف على القيمة الصوتية لبعض العلامات الهيروغليفية اعتمادا على قيمتها الصوتيه فى اليونانية وبمزيد من الدراسات المقارنة امكن لشامبليون ان يتعرف على القيمة الصوتية لكثير من العلامات وفى عام 1822 م اعلن شامبليون على العالم انه تمكن من فك رموز اللغة المصرية القديمة وان بنية الكلمة فى اللغة المصرية لا تقوم على ابجدية وانما تقوم على علامات تعطى القيمة لحرف واحد واخرى لاثنين وثالثة لثلاثة واكد استخدام المخصصات فى نهاية المفردات لتحديد معنى الكلمة وهكذا وضع "شامبليون" اللبنات الاولى فى صرح اللغة المصرية القديمة وجاء من بعده المئات من الباحثين الذين اسهموا فى استكمال بناء هذا صرح الشامخوبمعرفة اللغة المصرية القديمة بدأ الغموض ينجلى عن الحضارة المصرية واخذ علم المصريات يشق طريقه بقوة بين العلوم الاخرى.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق